مقدمة: هل نحن أحرار فعلًا؟
في زمن تتكرر فيه الأيام كأنها نسخ من بعضها، يقف الإنسان حائرًا بين فسحة حياةٍ بالكاد تُرى، ومعبدٍ مهجور لم تعد تزوره الأرواح. في هذا السياق الرمزي، يظهر السجين الذي يحلم بسجّانه المنتحر، في صورة فلسفية تختصر التناقضات الكبرى: هل الهروب من القيود ممكن؟ أم أن القيود تسكن فينا حتى لو غاب من يفرضها؟
المقهى... سجن بطعم القهوة!
في مجتمعاتنا العربية، تحوّل المقهى إلى "معبد يومي" جديد، يجتمع فيه الشباب حول الطاولات، يحتسون القهوة، يدخنون، ويقلبون هواتفهم...
الحياة أصبحت مسقفة عند حدود طاولة، لا تتجاوز حدود فنجان القهوة وسيجارة الصباح.
"روتين قاتل يخنق الأحلام، يقتل الطموحات، ويزرع في القلب شعورًا باللاجدوى."
وهنا يظهر السؤال الكبير: هل هذه حرية؟ أم استسلام مغلّف بمظاهر اختيارية؟
السجّان المنتحر... سقوط السلطة أم الذات؟
يظهر السجان ذو الوجه الشاحب، الذي أنهى حياته فجأة. قيل إنه هرب من مهامه، لكن الحقيقة الأعمق قد تكون أنه واجه نفسه في المرآة، وعجز عن تحمّل ما رأى!
انتحار السجان ليس فقط فعلًا فرديًا، بل رمزًا لانهيار السلطة التقليدية، أو ربما الضمير، أو حتى النظام الاجتماعي نفسه.
وقد ترك خلفه وصية في زجاجة تنص على أن:
"الهروب من السجن ممكن، لكن الوجهة محددة مسبقًا... إلى معبد مجهول."
المعبد المهجور... بحث عن الذات أم هروب من الواقع؟
المعبد، مكان فقد قدسيته. الزائر الجديد، الحائر بين التوبة والتجربة، لا يجد أجوبة.
فالأسئلة كثيرة:
-
هل المعبد ملاذ روحي؟
-
أم مجرد رمز جديد لسجن آخر باسم الخلاص؟
-
وهل اختيار المعبد حرية؟ أم توجيه خفي من نفس الجهات التي بنت السجن؟
هذا يعيدنا إلى فكرة الحرية الزائفة... حين نُمنح الحق في الاختيار داخل مساحة محدودة مسبقًا!
مجتمع مقيد بالأوهام
البيئة المحيطة هي من تبرمج الفرد...
-
تمنحه فسحة شكلية من "الحياة"
-
تترك له حرية وقتية لا تخرج عن إطار العادات اليومية
-
وتغذّيه بوهم السيطرة على مصيره، بينما هو ينفّذ سيناريو مبرمج مسبقًا.
الخاتمة: كن واعيًا باختيارك
أنت حر... لكن بأي معنى؟
هل تختار أن تكون سجينًا يحلم، أم سجّانًا ندم وهرب؟
هل تزور المعبد المهجور لتتأمل أم تهرب؟
كل خيار له ثمن، والحرية الحقيقية تبدأ عندما:
"تعرف جيدًا ماذا اخترت وتلتزم به."
تعليقات
إرسال تعليق